الجزائر تستعد لاستقبال رئيس جنوب إفريقيا وتخصص له خطابا في البرلمان وسط توقعات بإقحام قضية الصحراء المغربية
دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون البرلمان الجزائري بغرفتيه إلى الانعقاد في جلسة استثنائية يوم الجمعة المقبل، لإلقاء رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا خطابا أمام مجلس النواب، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عقود بالنسبة لرئيس أجنبي في الجزائر.
ووفق ما أوردته تقارير دولية، فإن زيارة رئيس جنوب إفريقيا للجزائر تبدأ يوم الخميس المقبل، وتستهدف تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق السياسي بين البلدين في سياق قاري متغير، مشيرة إلى أن هذا التعاون هو امتداد للعلاقات التاريخية بين الجزائر وجنوب إفريقيا.
وحسب المصادر ذاتها، فإنه من المرتقب أن يتناول خطاب رامابوزا في البرلمان الجزائري قضايا سياسية إقليمية تهم القارة الإفريقية، كما من المتوقع أن تتضمن كلمته الإشارة إلى قضية الصحراء المغربية، ولا سيما في ظل التقارب المعروف بين الجزائر وجنوب إفريقيا في هذا الملف، ودعمهما لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وتأتي هذه الزيارة بعد أسابيع فقط من خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام البرلمان المغربي في أواخر أكتوبر، حيث أكد خلاله أن فرنسا تعتبر الصحراء جزءًا لا يتجزأ من السيادة المغربية، كما شدد على أن "حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان تحت السيادة المغربية"، في موقف يعكس تطور العلاقات بين الرباط وباريس في هذا الملف الحساس.
ويرى مراقبون أن خطوة استقبال الجزائر للرئيس الجنوب إفريقي وتخصيص خطاب له في البرلمان تأتي في وقت يسعى فيه المغرب لتعزيز موقفه الدبلوماسي بخصوص الصحراء، مستفيدا من دعم فرنسا ودول أخرى مؤثرة، خاصة أن الأخيرة أكدت مرارا على أنها ستعمل على دعم الموقف المغربي على مستوى المحافل الدولية.
ويعكس لجوء الجزائر إلى جنوب إفريقيا للقيام بخطوة تدخل في إطار "سياسة رد الفعل" تُجاه المغرب، حقيقة أن الجزائر لم تعد تجد أي طرف دولي آخر يُمكن أن يتخذ موقفا قويا داعما لأطروحة الانفصال التي تحملها البوليساريو، عدا جنوب إفريقيا التي لازالت ضمن الدول القليلة التي تُساير المواقف الجزائرية دون دراية حقيقية بالصراع في الصحراء.
كما تأتي الخطوة الجزائرية، وفق العديد من القراءات السياسية، لملف الصحراء، في وقت أصبحت تعيش فيه ما يُشبه "عزلة سياسية" في محيطها، فإلي جانب علاقاتها المقطوعة مع المغرب، فإن علاقاتها مع إسبانيا لازالت لم تصل إلى مرحلة التطبيع الكامل، وعلاقاتها مع فرنسا متوترة، وهو نفس الأمر مع دولة مالي.
كما أن استقبال الجزائر لرئيس جنوب إفريقيا، يتزامن مع تحقيق المغرب لنجاحات دبلوماسية هامة في قضية الصحراء، حيث أعلنت مؤخرا عدد من دول أمريكا اللاتينية سحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية التي أنشأتها البوليساريو، وآخر هذه الدول، دولة بنما، علما أن أمريكا اللاتينية كانت من القلاع الهامة الداعمة للبوليساريو خلال العقود الماضية.